News

في الأخبار

في الأخبار

« عودة إلى أرشيف المقالات

McDonald's @ 50

الفعالية الاجتماعية — تغيير التفاوتات

بقلم ريك ليتل

لم يكن 40% من سكان العالم اليوم تقريبًا قد ولدوا بعد عندما انتخب رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدة في 1980. وهؤلاء البالغ عددهم 2.3 بليون نسمة لا يحملون في ذاكرتهم الحياة قبل العولمة، والإنترنت والحاسبات المحمولة والهواتف الخلوية وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. فالعالم الوحيد الذي عرفوه يوجد به إم تي في وسي إن إن وتليفزيون القنوات الفضائية. وكثيرون يعرفون عن الحرب الباردة فقط من كتب التاريخ. وملايين من الشباب يترعرعون في الديمقراطيات واقتصاديات السوق التي لم تكن موجودة قبل مولدهم. ولسوء الحظ، فإن الإرهاب العالمي هو حقيقة واضحة لحياتهم.

بعد سنوات من تحويل رونالد ريجان ومارجريت ثاتشر في بريطانيا الحماية الاجتماعية من الحكومات إلى الأفراد، أصبحت الفعالية الاجتماعية، بطرق كثيرة، شخصية أكثر وعلى مستوى القاعدة، وعندما أحسن إدارتها، أصبحت أكثر فعالية حتى بينما لم تعد تستوعب الجميع. والآن، فإن بطانية السلامة الاجتماعية السابقة من المهد إلى اللحد باتت غطاء سرير للزينة به كل المشاكل الملازمة — درزات ضعيفة وقطع صغيرة مفقودة وحواف بالية — ولكنه غطاء زينة من صنعنا، في مختلف الأحوال والظروف.

لقد حثت الفعالية الاجتماعية نمو المنظمات الاجتماعية. فعلى مدار العقدين الماضيين، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد المتطوعين ومنظمات الإغاثة والجماعات الحقوقية ومقدمي الخدمات الذين يواجهون المسائل الاجتماعية الحرجة التي لا تستطيع أن تضطلع بها الحكومات والمؤسسات الاجتماعية. والزيادة الكبيرة في أعداد المنظمات الاجتماعيات غير الربحية والمجموعات الاستشارية المتخصصة أصبحت ضرورية للفعالية حول العالم وخاصة للجهود الرامية إلى مساعدة الشباب المعدومين ذوي الحاجة.

إن ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع مشروعات البنك الدولي تشارك فيها منظمات المجتمع المدني. ومنذ عشرين عامًا، كان في إندونيسيا منظمة بيئية واحدة مستقلة. اليوم، هناك أكثر من 1800 منظمة. وفي كمبوديا، زاد عدد منظمات المجتمع المدني من 25 في عام 1980 إلى 338 في عام 2000. وفي البرازيل، كانت هناك زيادة 18% في عدد مثل هذه المنظمات في فترة التسعينيات فقط.

مع ذلك، ورغم تلك المستويات المرتفعة للفعالية الاجتماعية، مازلنا نعيش في عالم منقسم بوضوح بين ثراء فاحش وفقر مدقع.

إن نصف سكان الأرض تقريبًا مازلوا يكافحون من أجل الحياة بأقل من 2 دولار أمريكي يوميًا. ومازال هناك 2 مليار نسمة يحرقون روث الحيوانات والخشب لتدفئة منازلهم وطهي طعامهم. إن الفجوة بين دخول شعوب العالم الأكثر فقرًا والأكثر ثراءً ازدادت بأكثر من 40% منذ عام 1960. وأمريكا—البلد ألأكثر ثراءً وقوة على وجه الأرض—مازل بها أعلى معدلات حمل بين المراهقات، وتسرب من التعليم وفقر في العالم الصناعي، رغم النمو المطرد في السنوات الأخيرة.

إن كيفية تضييق الفجوة بين تلك التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية المتسعة هو الموضوع الرئيسي لمناقشته في المؤتمر العالمي والمنتديات الدولية. وحتى الآن فإن النقاش حول أثر العولمة على حياة الناس اليومية غالبًا ما يستثني آراء أولئك الأكثر تأثرًا، خاصة الشباب. وهناك بعض افتتاحيات صحف قليلة تتناول الدور الذي يلعبه الشباب والإسهامات التي يمكنهم تقديمها في صياغة عالم الغد. بل إن قلة هم من يبحثون عن سبل لتقوية الفرص الفريدة المتوفرة اليوم ليس فقط لتحسين فرص الشباب للنجاح، ولكن بالأحرى لتغيير هذه الفوارق. وتقريبًا لا أحد يسأل الشباب عن نوعية المهارات والدعم الذي يحتاجونه أو عن تصورهم لمستقبلهم. لسوء الحظ، فإن معظم الكبار يزعمون أنهم بالفعل يعرفون الإجابات.

رغم التفاوتات الواضحة الموجودة في عالم اليوم، فإننا الآن ندخل عصرًا عالميًا جديدًا ستلعب فيه المعلومات والتعليم والوصول إلى الفرصة أدوارًا هامة في تحديد من سينجح ومن سيستطيع بلوغ كامل إمكاناته/إمكاناتها.

هل سنقدم لشباب العالم الفرص والمهارات والمعرفة والقيم الضرورية لجني فوائد واقع هذا العالم الجديد، وللإسهام في عالم مسالم وديمقراطي أكثر؟ إن ذلك بالتأكيد هو الشئ الصحيح الذي علينا أن نفعله بل وأيضًا الذكي